شبكة معلومات تحالف كرة القدم

الكاميرون تهزم البرازيل للمرة الأولى في تاريخ المونديال إنجاز أفريقي تاريخي << مالتيميديا << الصفحة الرئيسية الموقع الحالي

الكاميرون تهزم البرازيل للمرة الأولى في تاريخ المونديال إنجاز أفريقي تاريخي

2025-10-17 04:45:49

في ليلة تاريخية بملعب لوسيل، كتب المنتخب الكاميروني أروع صفحات الكرة الأفريقية بتخطيه عقبة البرازيل للمرة الأولى في تاريخ كأس العالم. فبعد 7 مواجهات سابقة خسرت فيها جميع المنتخبات الأفريقية أمام السامبا، استطاعت “الأسود غير المروضة” كسر هذه القاعدة بفوزها بهدف نظيف سجله المهاجم فنسنت أبوبكر في الدقيقة 92 من المباراة.

لقد حمل هذا الانتصار دلالات عميقة تتجاوز مجرد ثلاث نقاط في جدول المجموعة السابعة. فمنذ مونديال 1974 عندما خسر منتخب زائير (الكونغو الديمقراطية حالياً) 3-0، ظلت البرازيل تمثل كابوساً للمنتخبات الأفريقية. جاء فوز الكاميرون ليمحو ذاكرة الهزائم المتتالية ويثبت أن الكرة الأفريقية قادرة على منافسة أعتى المنتخبات العالمية.

اللحظة التاريخية جاءت في الدقائق الأخيرة للمباراة، عندما تمكن أبوبكر مهاجم النصر السعودي من تسجيل هدف رائع برأسه بعد عرضية دقيقة، ليهز شباك الحارس البرازيلي إيدرسون. لكن الفرحة لم تكتمل للمهاجم الكاميروني، حيث تلقى البطاقة الحمراء بعد إظهاره البطاقة الصفراء الثانية بسبب نزع قميصه أثناء الاحتفال بالهدف، ليكون بذلك ثاني لاعب في تاريخ المونديال يسجل هدفاً ويطرد في مباراة واحدة بعد الفرنسي زين الدين زيدان في نهائي 2006.

القيمة الرمزية لهذا الانتصار تتجلى في حقيقة أن المدرب الكاميروني ريغوبار سونغ كان حاضراً في أول مواجهة بين المنتخبين في مونديال 1994، حيث طرد وهو في سن 17 عاماً ليصبح أصغر لاعب يطرد في تاريخ النهائيات. واليوم، عاد سونغ كمدرب ليقود منتخب بلاده للفوز على البرازيل، محققاً حلماً أفريقياً طال انتظاره.

هذا الإنجاز لم يأت من فراغ، فقد سبق للكاميرون أن فازت على البرازيل في كأس القارات 2003 بهدف للنجم صامويل إيتو الذي يشغل الآن منصب رئيس الاتحاد الكاميروني لكرة القدم. لكن انتصار المونديال يبقى له طعم خاص، كونه جاء على أرض الملعب وفي بطولة العالم الأكثر أهمية.

يذكر أن المنتخبات العربية الأفريقية لم تكن حظوظها أفضل في مواجهاتها مع البرازيل، حيث خسرت الجزائر في مونديال 1986 بهدف نظيف، ومني المغرب بهزيمة 3-0 في مونديال 1998. مما يجعل انتصار الكاميرون إنجازاً ليس للأفارقة فقط، بل للعرب أيضاً نظراً لانتماء الكاميرون لمنظمة العالم الإسلامي.

هذا الفوز التاريخي يؤكد أن الهيمنة التقليدية للقوى الكروية العريقة لم تعد مطلقة، وأن منتخبات القارة السمراء قادرة على إحداث المفاجآت وكتابة التاريخ في أكبر المحافل العالمية.